طرق العرض:

كلمة المدير العام

 

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، دخلت غزة عامها الثالث من العدوان. عامان من الألم والخسارة، ومن الثبات في وجه المحنة، تبدّلت خلالهما مواقف كثيرة، وبدأت ملامح الاعتراف بالقضية الفلسطينية تتسرّب إلى الخطاب الدولي. لكن هذا التحوّل جاء على حساب كلفة إنسانية فادحة: أكثر من ستة وستين ألف شهيد، ودمار شامل طال أحياءً بأكملها. وحدها غزة حملت عبئًا لا يحتمله أحد، وأعادت صياغة وعي العالم، فيما كانت تدفع الثمن من دم أبنائها وكرامة شعبها.

 

 

ومنذ اللحظة الأولى، كانت "التعاون" على عهدها، ثابتة لا تتغير، حاضرة لا تغيب  فاعلة، وفيّة لرسالتها. من اليوم الأول، استجابت للنداء، ولم تتوقف لحظة واحدة. لأن الإنسان في صلب رؤيتها، ولأن شعبنا، في كل مكان هو من يُعطي لكل خطوة قيمتها. فرقنا في الميدان، وشركاؤنا الذين يعملون في ظل ظروف قاهرة، هم العمود الفقري لهذه المؤسسة؛ يواجهون التحديات اليومية دون تراجع، ويواصلون الوصول إلى من يستحق، رغم الحصار والدمار والتشريد.

 

 

وبفضل دعمكم الكريم، وثقتكم التي نعتز بها، امتدت أذرع "التعاون" إلى آفاق جديدة. وسّعنا حضورنا، وعمّقنا شراكاتنا، وأعدنا وصل ما انقطع. وفي كل ذلك، لم نفقد بوصلتنا، ولم نتوقف عن الإيمان بأن العمل لأجل فلسطين هو واجب لا ينتهي، ورسالة لا تتبدّل.

 

في هذه اللحظة لا يسعني الا أن أتوجه بأسمى معاني الشكر والعرفان إلى فريقنا المخلص، وأعضائنا الأوفياء، وكل من وقف إلى جانبنا في هذه المسيرة. معاً، نواصل الطريق بثقة، بثبات، وبأمل متجدد لا يعرف الانكسار.

 

معاً مستمرون

د. طارق امطيرة

المدير العام 

تشرين الأوّل، 2025